U3F1ZWV6ZTEwNjk4NzIxNTg1MjM2X0ZyZWU2NzQ5Njc4NzAzNDQz

قصة الصحابي الشهيد|الزبير بن العوام

  نزلت رساله السماء على قلب الامين فصدع بما امراه الله، ووقفت قريش كلها في وجهه في غير هوادة، وتحت صوت البغي العنيف صمد الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم واستجابت لصدقه وقوته حفنة قليله على راسها ابو بكر بن ابي قحافه ذاقت هي الاخرى اشد الوان العنت والعذاب وقتل الغلام اليافع اليتيم الزبير بن العوام بنفسه ذات ليله وقد ارقه السهاد فجعل يفكر في امر اولئك الاربعه الذين امنوا برساله السماء في دنيا العرب غير مبالين بما يصيبهم في سبيل عقيدتهم.... وكلما امعن النظر في تاريخ احدهم كلما ازدادت ثقة في صدقهم وتصديقهم انه ليسمع عن الرسول الجديد صوت الحق فيصيب فطرته في اعماقه... ولم يكن ذالك عجبا، فإنه يعرف حقيقة الرجل حق المعرفة منذ نشأ.... ولقد كان يسمع الكثير من امه صفيه عمة رسول الله صلي الله عليه وسلم بنت عبد المطلب تمجيدا لتاريخ اخيها محمد بن عبد الله... ولكن ما بالها اليوم تنقلب عليه فتسبه افحش السباب، يؤاذرها اهل بيتها من بني هاشم واهل بيت ابيه من بني عبد العزي،... انهم صاروا جميعا زعامة قريش في حرب بن عبد الله والويل كل الويل لمن آمن او آو امن بدينه الجديد....!! 

وهبت نسمات الفجر فأخذ الغلام يشق طريقه الي بيت ابي بكر ليعلن اسلامه لله رب العالمين... واسرع ابو بكر معخ الي بيت رسول الله.. وهناك اعلن الزبير اسلامه الغلام الذي لم يتعد الخامسة عشر من عمره بيعته علي الموت دون دعوة الله ورسوله...!! وبه اكتمل عداد المسلمين خلف رسول الله خمسة نفر..!! 

مضيت الشهور تلو الشهور، وقريش تصب جام غضبا علي رسول الله والذين أمنو معه ،وامتلأت نفس الزبير الشاب بمرارة الصبر حتي لم يعد يطيق ذالك العدوان الرهيب دون الوقوف امامه بكل قوته وصلابة عودتهوغض شبابه وفرض شجاعته واقدامه.. 

وبينما كانت قريش تجلس في حلقاتها حول الكعبه يتندرون حول الدين الجديد، وبشأن هذه الحفنه الضئيلهالخارجه علي سلطلتها... اذ شق صفوفهم شاب يبكي ويندب حظ ابيه واخذ يصيح في قريش ويقول:ان الزبير بن العوام ضرب ابي وكسر زراعه، وكاد ان يقتله لولا احتجزه بعض القوم... الا يمسك زروة عنان طيشه ان كان له اهل،؟ 

نريد عوضنا وثأرنا من هذا اليتيم المستعلي.. 

واشتد غضب القوم ولغطوا في امره، وافاضوا في الاسائه، فوقف من بينهم نوفل بن خويلد يسأل الشاب ويقول:

-وماذا دعا بن اخي الا ما ذكرت... ابينه وبين ابيك حاجه؟ 

-لا حاجة بينه وبين ابيك الا عقيدة العرب.. 

-الا ما اسوأها من نغمة تبررون بها دعواكم في هذه الفتنة السوداء.!

انه سب دين العرب، وسفه احلامهم فاشتد غضب ابي فعنفه، فما كان منه الا القي به علي وجه الارض يكيل له الطلمات واللكمات حتي كسر زراعه واذهب  وعيه... 

-واين ابوك الساعه؟ 

ذهب محمولا علي ظهره الي بيت زوجة اخيه صفيه بنت عبد المطلب، لتري ان كان لها بإبنها حاجة بعد اليوم. 




واسرع نوفل الي بيت صفيه فوجد بن اخيه ثائرا يريد ان يقضي علي الرجل والناس يباعدون بينه وبينه... وما ان رأي عمه حتي هدأت ثائرته. ما دنا منه سأله

-يا بن اخي. ما الذي دعاك الا مافعلت؟ 

-هو الذي دعاني!! 

-وكيف؟ 

لقد سمعته يتعرض لعقيدتي وينال من رسول الله صلى الله عليه وسلم.. 

-او ما تعتذر عن فعلتك لنصرف الرجل ونسترضيه ونصرفه ونعوضه؟ 

فإنك مازلت غلاما تصرف عن طيش! 

والله لا اعتذر عن حق دافعت عنه وأمنت به. 

اذا والله لا يهنك عيشي في صفوي ولا كنف صفيه حتي تعود الي رشدك وتقدس ألهتك!! 

-والله لا ارجع عنه ابدا ولو كان الهلاك فيه! 

بدأ الظلام يكتنف حياة الزبير بن عوام الغلام واخذ اهله يتبرمون بمسلكه في سب الهتهم وازتنديد بجهالتهم، حتي لقد كان اول من حمل سيفا في مكه دفاعا عن دعوة الله ورسوله... فتظافروا جميعا للقضاء علي عقيدته دون هوادة او لين... وبالغت امة صفيه بنت عبد المطلب في القسوه عليه فلم ترحم يتمه ولم تبالي عليه في ذكري ابيه في وحيدة الشباب... 

كان عمه نوفل بن خويلد يأخذه مع رجال اشداء، فيلفه في حصير ويحكم وثاقه، ثم يعقله علي سارية ويجعل رجليه الي السماء ووجهه الي الارض، ويوقد من تحته النيران، تلحس محياه بلهيبهل، وتنفث في عينيه سموم لهيبها، وتملأفي صدره بخبث ريحها... وتأتي امه صفيه بالعصا الغليظه وهو علي هذه الحال، فتدق بها صدره ليلفظ عقيدته في النار المتأجئجه تحته فلا يزداد الا اصرارا علي كلمة التوحيد، وترديدا لشهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله...! 

وتمر الساعات الطوال والناس من حوله يتعجبون لامره، ثم يتقدم اليه عمه ويقول:

-اما ترجع؟ 

فيرد الزبير قائلا:

والله لا ارجع الي الكفر ابدا... وان هذا في الله لقليل...! 

وتسري الكلمه الكبيره، فتملا قلوب الظالمين بأسا، وتذهلهم عن غايتهم فيكفوا عن اطعام اللهب.. ثم تأخذ النيران تخبوا رويدا رويدا بعد ان يأكل بعضهم بعضا، فينهمر عن قوتها الحاميه سيل العرق مدرارا من جبين الزبير، وتتساقط فوق حطامها الفاني قطرات الدموع من عينيه القريرتين بالايمان  والرضا ،فتنطفئ شلله. 

البغي والعدوان ويبقي الشاب اليتيم صوره بارزه للايمان لا يتزعع ولا يتزلزل. 

ودارت الايام وشائت قدرة المولي وانتشرت دعوة الرسول بين ارجاء مكه بين اذي المشركين وارهاقهم. 

وكانت محنة.. اختبر بها الله جنود الحق فصبرو صبر اولي العزم. وكانت الهجره الي الحبشة، فهاجر الزبير مع من هاجر من الهجرة . ذاق من خلالهما الوان الشظف والحرمان... حتي اذا ما عاد مع الرسول الي مكه بعد سنوات حوصر مع الرسول واصحابه في شعب ابي طالب ثلاث سنوات عجاف في بطن الجبل، لم يجد من خلاهما ما يود ه وهو صابر محتسب ينعم برضي الله ورسوله.. 

جائ نصر الله والفتح ودخل المسلمون تحت لواء الله مكهفاتحين، وكان الزبير تحت لواء رسول الله في ازكتيبة الخضرا ء..

وانطلقت من مكه جنود الحق لحرب هوازن، وثقيف وكان الزبير بطلها المغور وفارسها المغوار... فقد كان من القله القليله التي ثبتت مع رسول الله في ساعة العسرة وقد تفرق المسلمين امام عنف المعركه وكثرة الاعداء.. فقد استطاع الزبير ان يبرئ بفرسه مع ربيئه من المسلمين داخل صفوف الاعداءفقتلوا تحت راية سقيف سبعين رجلا.. وتجمع الاعداء مرة اخري في وادي حنين، وتقدم الزبير علي رأس الفرسان يعد العده للقضاء عليهم... وبينما هو واقف ينظم جنده. اذ شاهدهم مالك بن عوف سيد القوم وقائدهم في الوادي، فقال لمن حوله من هوازن وثقيف

-ماذا ترون؟ 

فقالوا:نري فارسا طويل الباد واضعا رمحه علي عتقه، عاصبا رأسه بملأه حمراء. 

فارتعش مالك وقال:هذا الزبير بن العوام، واحلف بالت والعزي ليخالطنكم فاثبتوا له.. وبينما الرسول الأعظم  يعد جيشا لمحاربه الروم في ارض البلقاء من الشام وقد امر عليه غلامه اسامه بن زيد وكان الزبير فارس رسول الله في ذلك الجيش الصاعد القائد الاعظم الى الرفيق الاعلى وهو راض عن الزبير كل الرضا فكان من العشره المبشرين بالجنه من اصحابه الميامين و تولى ابو بكر خلافه المسلمين وبايعه الناس وبيعه الرضا وخالف عنه في اول الامر علي بن ابي طالب وتابعه والزبير بن الزبير لا يرى ان عليا احق بالخلافه منه لان عليا قرب اليها نسبا وصهرا ولكنه  اقسم ان لا يضيع سيفه حتى يبايع المسلمون لعلي.!!

عندما غادر الزبير ارض المعركه راجعا وحده الي المدينة علي ظهر جواده.. حتي اذا ما كان بوادي السباع حل وقت الصلاه، فوقف يصلي، وما كاد الزبير يسجد بين يد مولاه، حتي ضربه بن جرموز بسيفه واجهز عليه الباقون.. ثم قطعوا رأسه وعادوا بها وبسيفه الي عسكر علي يقدمون رأسه المباركه والسيف قربانا الي امير المؤمنين! 

ارتاع بن ابي طالب وأخذ يصرخ... ويبكي ويقول:قاتل بن صفيه في النار... قاتل بن صفيه في النار!! 




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة